Arabic    

السي والهاي سي - نابولي - من الرحلة الإيطالية لمحمد أحمد السويدي


2023-08-13
اعرض في فيس بوك
التطبيقات : رحلة إلى إيطاليا

 
 
السي والهاي سي
نابولي
الرحلة الإيطالية 
لمحمد أحمد السويدي 
 
الغناء الأوبرالي ضرب من السير على الحبل فوق سموات علا، أو الغوص في ظلمات لجّ عميق، فعند الرجال هناك التينور، وهو من يصعد بالسامع إلى الأوكتاف الخامس، وعند النساء السوبرانو الأوكتاف السادس وما فوق، وهي سماء  فوق سماء التينور، وأمّا الباص فهو الملاّح كارون ذاك الذي ينحدر بك لعالم هاديس السفلى (الأوكتاف الثاني)..  
والمغنّون في هذه الطبقات يعلمون جيّدا أن الجمهور العارف يتربّص على من تدور الدائرة، ويكافأون إذا بلغوا النوطة المبتغاة بوابل من التصفيق، وينالون الأجور السنيّة إذا بلغوا الشهرة، وقد يدفعون حياتهم ثمنا، أو الموت كمدا إذا أخفقوا على خشبة المسرح. 
يحتاج مغنّي الأوبرا إلى قوّة في الصدر ونقاء في الحنجرة، وهي بدورها تؤثر على الرئة وأجهزة الدورة الدمويّة، والمغنّون الذين لا تسعفهم التقنية والبراعة ينتهون نهاية مفجعة. 
ففي 1831م بينما كان أميريكو سبيجولي يؤدي أوبرا لدونزيللّي في مسرح باسيني في روما،  وبينما كان يحاول البلوغ  بحنجرة ملأى إلى تلك النوطة الشهيرة المطلوبة في جملته الموسيقيّة، إذ انفجر شريان رقبته فخرّ صريعا أمام الجمهور المذعور. 
أمّا أدولفي نورّيت الفنّان البارع، والممثّل القدير في آن، فقد كان في أوج مجده، عندما كان يؤدي دور آرنولد الأثير لديه من أوبرا وليم تل، عندما صعد في إحدي الأغنيات ليطال تلك النوطة المشؤومة – سي الأوكتاف الخامس- ، فأخفق، وكان من بين الحضور - لسوء حظّه - الفنّان روزيني الذي شبّه صوت الفنّان بصياح ديك مخصيّ، وأدرك نورّيت أن عليه أن يعتزل الغناء، ففسخ عقده مع دار الأوبرا، ولاذ هربا إلى نابولي، ولكن آرنولد أو الديك المخصيّ ظل يلاحقه حتّى لقي حتفه بأن ألقى بنفسه من شرفة شقّته في نابولي من الدور الثالث بعد عامين. 
هناك الكثير ممّا يقال عن اعتزال معجزة الغناء في القرن العشرين ماريّا كالاس، ولكن أغلب الظنّ هو ذاك الأداء الباهت المتلفز  في خريف عام 1974م، الذي كان آخر ظهور لها في سابورو عاصمة الشمال اليابانيّ، والذي ظلّ هاجسها الشاغل حتّى آثرت أن تنام نومتها الأبديّة في شقّتها الباريسيّة في السادس عشر من سبتمبر عام 1977م، نتيجة الإفراط في تناول العقارات وهي لم تتجاوز الرابعة والخمسين من العمر بعد.

    السي والهاي سي نابولي الرحلة الإيطالية  لمحمد أحمد السويدي    الغناء الأوبرالي ضرب من السير على الحبل فوق سموات علا، أو الغوص في ظلمات لجّ عميق، فعند الرجال هناك التينور، وهو من يصعد بالسامع إلى الأوكتاف الخامس، وعند النساء السوبرانو الأوكتاف السادس وما فوق، وهي سماء  فوق سماء التينور، وأمّا الباص فهو الملاّح كارون ذاك الذي ينحدر بك لعالم هاديس السفلى (الأوكتاف الثاني)..   والمغنّون في هذه الطبقات يعلمون جيّدا أن الجمهور العارف يتربّص على من تدور الدائرة، ويكافأون إذا بلغوا النوطة المبتغاة بوابل من التصفيق، وينالون الأجور السنيّة إذا بلغوا الشهرة، وقد يدفعون حياتهم ثمنا، أو الموت كمدا إذا أخفقوا على خشبة المسرح.  يحتاج مغنّي الأوبرا إلى قوّة في الصدر ونقاء في الحنجرة، وهي بدورها تؤثر على الرئة وأجهزة الدورة الدمويّة، والمغنّون الذين لا تسعفهم التقنية والبراعة ينتهون نهاية مفجعة.  ففي 1831م بينما كان أميريكو سبيجولي يؤدي أوبرا لدونزيللّي في مسرح باسيني في روما،  وبينما كان يحاول البلوغ  بحنجرة ملأى إلى تلك النوطة الشهيرة المطلوبة في جملته الموسيقيّة، إذ انفجر شريان رقبته فخرّ صريعا أمام الجمهور المذعور.  أمّا أدولفي نورّيت الفنّان البارع، والممثّل القدير في آن، فقد كان في أوج مجده، عندما كان يؤدي دور آرنولد الأثير لديه من أوبرا وليم تل، عندما صعد في إحدي الأغنيات ليطال تلك النوطة المشؤومة – سي الأوكتاف الخامس- ، فأخفق، وكان من بين الحضور - لسوء حظّه - الفنّان روزيني الذي شبّه صوت الفنّان بصياح ديك مخصيّ، وأدرك نورّيت أن عليه أن يعتزل الغناء، ففسخ عقده مع دار الأوبرا، ولاذ هربا إلى نابولي، ولكن آرنولد أو الديك المخصيّ ظل يلاحقه حتّى لقي حتفه بأن ألقى بنفسه من شرفة شقّته في نابولي من الدور الثالث بعد عامين.  هناك الكثير ممّا يقال عن اعتزال معجزة الغناء في القرن العشرين ماريّا كالاس، ولكن أغلب الظنّ هو ذاك الأداء الباهت المتلفز  في خريف عام 1974م، الذي كان آخر ظهور لها في سابورو عاصمة الشمال اليابانيّ، والذي ظلّ هاجسها الشاغل حتّى آثرت أن تنام نومتها الأبديّة في شقّتها الباريسيّة في السادس عشر من سبتمبر عام 1977م، نتيجة الإفراط في تناول العقارات وهي لم تتجاوز الرابعة والخمسين من العمر بعد. , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,

Related Articles

السي والهاي سي - نابولي - من الرحلة الإيطالية لمحمد أحمد السويدي
خطف بولجاري - من الرحلة الإيطاليّة
المسلات في روما - الرحلة الإيطالية
ترى هل اللوحة التي وصفها جوته هي لوحة روبنز المرفقة بالمقال؟
العاصفة الرحلة الإيطالية لجوته (١٧٨٦-١٧٨٨)
القصر الملكي في كاسيرتا
معرض كولونا


Visa_MasterCard

Privacy Policy   Cookie Policy   Terms and Conditions