المهدي المنتظر
المهدي المنتظر
في سنة 302 من الهجرة صار رجل جميل الوجه حسن البزّة طيب الرائحة إلى غريب الخال*، وعليه درّاعة وخفّ أحمر وسيف بحمائل قد تقلّد به، فمنعه الحاجب فانتهره وأغلظ له، فنزل ودخل ودفع الفرس امامه، ومضى به، ودخل حتى جلس إلى جانب الخال- وسلم (عليه). فلما رأى الخال ما كان منه، قال: ما تقول أعزك الله؟ قال: أنا رجل من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام، وعندي نصيحة لأمير المؤمنين أعزّه الله.لا يسعني أن يسمعها أحد غيره. وأحتاج إلى مشافهته. وهي من المهم الذي إن تأخر وصولي إليه. ووقوفه عليه حدث أمر عظيم.
فدخل الحاجب. فأعلم بذلك المقتدر بالله والسيدة (أمه). فوجها إلىه علي بن عيسى (الوزير) فوافى الرجل. فحمله الخال إلى الدار. واجتهد الوزير ونصر الحاجب والخال به أن يعرفهم النصيحة ما هي؟ فأبى. فأدخل إلى الخليفة، وأخذ سيفه، وأدني منه، وتنحى الغلمان والخدم، فأخبر المقتدر بالله بشيء لم يقف عليه أحد. فأمر المقتدر بالله بالإنصراف به إلى منزله وإقامة البذل له، وأن يخلع عليه ما يلبسه، ويوكل به خدم يخدمونه.
وأمر المقتدر بالله أن يحضر ابن طومار نقيب الطالبيين حتى يعرفوا صحة ما قال، لأنه زعم أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن الرضا والحسن عند الناس لم يعقب، وطائفة قالت إنه أعقب، فدخلوا إليه وعليه برذعة طبرية مرتفعة، فلما قام إلى أحد منهم ، فسأله محمد بن أحمد بن طومار عن نسبه فعرفه أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى الرضا، فقال: الحسن لم يعقب.
ونالت الناس حيرة عظيمة في أمره وإقدامه، فقال ابن طومار: هذا يزعم أنه قدم من الابدية وسيفه جديد الحلية والصنعة. فابعثوا إلى باب الطاق، واسألوا عن صانعه وعن النصل ، لمن كان؟ ولمن بيع؟ فبعث السيف إلى أصحاب السيف بباب الطاق، فعرفوه، وأحضروا رجلاً ابتاعه من صيقل هناك، فقيل له: لمن ابتعت هذا السيف؟ فقال: لرجل يُعرف ب "ابن الضُّبغي" كان أبوه في ناحية ابن الفرات، وتقلد له المظالم بحلب. فأحضر الشيخ، وجمع بينه وبين هذا المدعي، فاعترف انه ابنه. وخلط المدعي واضطرب، وبكى أبوه بين يدي علي بن عيسى، فرحمه ووعده أن يستوهب عقوبته، ويحبسه أو ينفيه. ورق له ووعده.
وضج بنو هاشم، وقالوا: حق هذا أن يشهّر بين الناس، وأن يعاقب أشد عقوبه، وسكتوا وانصرفوا.
وردّ المدعي إلى محبسه، وبعد عقدين من الزمان قبض على فتى ثائر في حمص إدّعى النبوّة أمضى في الحبس عامين في قرية يقال لها كوتكين عرف فيما بعد باسم: أبو الطيّب المتنبي.
_____________
* هارون بن غريب الخال كان قائدا عسكريا لدى الخليفة المقتدر، قُتل في بغداد عام 322هـ - 934م.
المهدي المنتظر
في سنة 302 من الهجرة صار رجل جميل الوجه حسن البزّة طيب الرائحة إلى غريب الخال*، وعليه درّاعة وخفّ أحمر وسيف بحمائل قد تقلّد به، فمنعه الحاجب فانتهره وأغلظ له، فنزل ودخل ودفع الفرس امامه، ومضى به، ودخل حتى جلس إلى جانب الخال- وسلم (عليه). فلما رأى الخال ما كان منه، قال: ما تقول أعزك الله؟ قال: أنا رجل من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام، وعندي نصيحة لأمير المؤمنين أعزّه الله.لا يسعني أن يسمعها أحد غيره. وأحتاج إلى مشافهته. وهي من المهم الذي إن تأخر وصولي إليه. ووقوفه عليه حدث أمر عظيم.
فدخل الحاجب. فأعلم بذلك المقتدر بالله والسيدة (أمه). فوجها إلىه علي بن عيسى (الوزير) فوافى الرجل. فحمله الخال إلى الدار. واجتهد الوزير ونصر الحاجب والخال به أن يعرفهم النصيحة ما هي؟ فأبى. فأدخل إلى الخليفة، وأخذ سيفه، وأدني منه، وتنحى الغلمان والخدم، فأخبر المقتدر بالله بشيء لم يقف عليه أحد. فأمر المقتدر بالله بالإنصراف به إلى منزله وإقامة البذل له، وأن يخلع عليه ما يلبسه، ويوكل به خدم يخدمونه.
وأمر المقتدر بالله أن يحضر ابن طومار نقيب الطالبيين حتى يعرفوا صحة ما قال، لأنه زعم أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن الرضا والحسن عند الناس لم يعقب، وطائفة قالت إنه أعقب، فدخلوا إليه وعليه برذعة طبرية مرتفعة، فلما قام إلى أحد منهم ، فسأله محمد بن أحمد بن طومار عن نسبه فعرفه أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى الرضا، فقال: الحسن لم يعقب.
ونالت الناس حيرة عظيمة في أمره وإقدامه، فقال ابن طومار: هذا يزعم أنه قدم من الابدية وسيفه جديد الحلية والصنعة. فابعثوا إلى باب الطاق، واسألوا عن صانعه وعن النصل ، لمن كان؟ ولمن بيع؟ فبعث السيف إلى أصحاب السيف بباب الطاق، فعرفوه، وأحضروا رجلاً ابتاعه من صيقل هناك، فقيل له: لمن ابتعت هذا السيف؟ فقال: لرجل يُعرف ب "ابن الضُّبغي" كان أبوه في ناحية ابن الفرات، وتقلد له المظالم بحلب. فأحضر الشيخ، وجمع بينه وبين هذا المدعي، فاعترف انه ابنه. وخلط المدعي واضطرب، وبكى أبوه بين يدي علي بن عيسى، فرحمه ووعده أن يستوهب عقوبته، ويحبسه أو ينفيه. ورق له ووعده.
وضج بنو هاشم، وقالوا: حق هذا أن يشهّر بين الناس، وأن يعاقب أشد عقوبه، وسكتوا وانصرفوا.
وردّ المدعي إلى محبسه، وبعد عقدين من الزمان قبض على فتى ثائر في حمص إدّعى النبوّة أمضى في الحبس عامين في قرية يقال لها كوتكين عرف فيما بعد باسم: أبو الطيّب المتنبي.
_____________
* هارون بن غريب الخال كان قائدا عسكريا لدى الخليفة المقتدر، قُتل في بغداد عام 322هـ - 934م.
محمد أحمد السويدي
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles