وصف لندن 1700م
وصف لندن 1700م
وصف جونسون لندن بأنها "مدينة اشتهرت بالثراء والتجارة ووفرة الخيرات وبكل لون من ألوان الكياسة والأدب، ولكنها تعج بأكوام القذارة التي لو رآها إنسان متوحش لأخذته الدهشة". ذلك أن السلطات البلدية في ذلك الحين كانت تترك مهمة تنظيف الشوارع للمواطن، الذي أوصي بأن يحتفظ بالمظهر الأنيق للرصيف-أو التراب-أمام منزله. وفي 1762 رتبت قوانين وستمنستر للرصف تنظيف البلدية للشوارع، وجمع القمامة، ورصف الطرق الرئيسية وترميمها، وإنشاء نظام للمجاري تحت الأرض. وسرعان ما نهجت أقسام أخرى من لندن هذا النهج. فكانت الطرقات المرتفعة تحمي المشاة، والبالوعات تصرف مياه الشوارع. وشقت الشوارع الجديدة في خطوط مستقيمة، وبنيت البيوت بناء أصلب وأمتن، وأطلقت العاصمة الوقور رائحة ألطف.
وخلت المدينة من مصلحة عامة للحريق، ولكن شركات التأمين احتفظت بفرق خاصة للإطفاء بالخراطيم، للحد من خسائرها. وكان دخان الفحم والضباب أحياناً يتضافرا ليلبدا المدينة بغطاء قاتم صفيق يستحيل على المرء معه أن يميز صديقه من عدوه. فإذا انجلت السماء أشرقت بعض الشوارع بالحوانيت الزاهية. وفي حي ستراند كانت أكبر وأغنى المتاجر في اوربا تعرض وراء نوافذها منتجات نصف العالم. وغير بعيد منها قامت مئات الحوانيت التي تشتغل بعشرات الحرف، ثم انتشرت هنا وهناك مصانع الخزف والزجاج ودكاكين الحدادين ومعامل الجعة. وأسهمت ضوضاء الصناع والتجار، والعربات والجياد، والباعة الجائلين والمغنين في الطرقات، في ضجيج الحياة وفي الإحساس بها. فإذا أراد المرء مكاناً أهدأ وهواء أنقى ففي وسعه أن يمشي الهوينا في حديقة سانت جيمس، أو يتطلع إلى السيدات الفاتنات يطوحن تنانيرهن الفضفاضة ذات اليمين وذات الشمال ويعرضن أحذيتهن الحريرية في المول (شارع يربط ميدان الطرف الأغر بقصر بكنجهام). وفي الصباح يستطيع المرء شراء الحليب الطازج من فتيات يحلبن الأبقار على متنزه جرين بارك. وفي المساء قد
يجوس كبوزويل بحثاً عن فتاة من بنات الهوى أو ينتظر هبوط الليل الذي يستر كثرة من الأوزار. وأكثر بعداً ناحية الغرب يستطيع المرء أن يركب جواداً أو عربة في هايد بارك. ثم هناك منتجات اللهو الكبرى. فوكسهول بحشودها الزاهية، وأفدنة حدائقها ومماشيها المشجرة، ورانلاج بقاعتها الفسيحة المدرجة، حيث عزف هناك موتسارت وهو طفل في الثامنة.
من كتاب قصة الحضارة | ويل ديورانت
وصف لندن 1700م
وصف جونسون لندن بأنها "مدينة اشتهرت بالثراء والتجارة ووفرة الخيرات وبكل لون من ألوان الكياسة والأدب، ولكنها تعج بأكوام القذارة التي لو رآها إنسان متوحش لأخذته الدهشة". ذلك أن السلطات البلدية في ذلك الحين كانت تترك مهمة تنظيف الشوارع للمواطن، الذي أوصي بأن يحتفظ بالمظهر الأنيق للرصيف-أو التراب-أمام منزله. وفي 1762 رتبت قوانين وستمنستر للرصف تنظيف البلدية للشوارع، وجمع القمامة، ورصف الطرق الرئيسية وترميمها، وإنشاء نظام للمجاري تحت الأرض. وسرعان ما نهجت أقسام أخرى من لندن هذا النهج. فكانت الطرقات المرتفعة تحمي المشاة، والبالوعات تصرف مياه الشوارع. وشقت الشوارع الجديدة في خطوط مستقيمة، وبنيت البيوت بناء أصلب وأمتن، وأطلقت العاصمة الوقور رائحة ألطف.
وخلت المدينة من مصلحة عامة للحريق، ولكن شركات التأمين احتفظت بفرق خاصة للإطفاء بالخراطيم، للحد من خسائرها. وكان دخان الفحم والضباب أحياناً يتضافرا ليلبدا المدينة بغطاء قاتم صفيق يستحيل على المرء معه أن يميز صديقه من عدوه. فإذا انجلت السماء أشرقت بعض الشوارع بالحوانيت الزاهية. وفي حي ستراند كانت أكبر وأغنى المتاجر في اوربا تعرض وراء نوافذها منتجات نصف العالم. وغير بعيد منها قامت مئات الحوانيت التي تشتغل بعشرات الحرف، ثم انتشرت هنا وهناك مصانع الخزف والزجاج ودكاكين الحدادين ومعامل الجعة. وأسهمت ضوضاء الصناع والتجار، والعربات والجياد، والباعة الجائلين والمغنين في الطرقات، في ضجيج الحياة وفي الإحساس بها. فإذا أراد المرء مكاناً أهدأ وهواء أنقى ففي وسعه أن يمشي الهوينا في حديقة سانت جيمس، أو يتطلع إلى السيدات الفاتنات يطوحن تنانيرهن الفضفاضة ذات اليمين وذات الشمال ويعرضن أحذيتهن الحريرية في المول (شارع يربط ميدان الطرف الأغر بقصر بكنجهام). وفي الصباح يستطيع المرء شراء الحليب الطازج من فتيات يحلبن الأبقار على متنزه جرين بارك. وفي المساء قد
يجوس كبوزويل بحثاً عن فتاة من بنات الهوى أو ينتظر هبوط الليل الذي يستر كثرة من الأوزار. وأكثر بعداً ناحية الغرب يستطيع المرء أن يركب جواداً أو عربة في هايد بارك. ثم هناك منتجات اللهو الكبرى. فوكسهول بحشودها الزاهية، وأفدنة حدائقها ومماشيها المشجرة، ورانلاج بقاعتها الفسيحة المدرجة، حيث عزف هناك موتسارت وهو طفل في الثامنة.
من كتاب قصة الحضارة | ويل ديورانت
#مختارات
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles