يدا بورخيس
يدا بورخيس
بورخيس في صِقِلِّية مع مُرشدٍ أعمى
بقلم: أليخاندرو لوك
ترجمها: أندرو إدواردز
ترجمة للعربية: سماح جعفر
يدا بورخيس ملتفة حول عصاه. وفقًا لكتالوج تمكنت من العثور عليه، إنها عصا قوية مصنوعة من الخشب الداكن، وهي نموذج مستقيم بمقبض على شكل حرف (T)، يوصى بها بشكل خاص للمستخدمين ذوي التركيز الضعيف أو التوازن.
في الخلفية، خارج نطاق التركيز قليلاً، ربطة عنق داكنة، قميص أبيض ذو ياقة بيضاء، بدلة سوداء لا تشوبها شائبة بأربعة أزرار على المعصم، وقلم يخرج من الجيب العلوي، رغم أنَّ بورخيس كان في هذه المرحلة يملي بدلاً من الكتابة ... ربما، كان القلم هدية رمزية.
تتعارض الأكف المجعدة بقوة مع الأصابع الناعمة، قليلة الشعر، رغم ذلك، تبدو الأظافر طويلة وغير مشذبة. كنت أراهن أنَّ المايسترو، مثلي، كان عليه أن يأخذ مقص الأظافر من حقيبة المرحاض في مطار روما.
تذكرني الصورة بمعرض جماعي للصور الفوتوغرافية التي رأيتها في بلد الوليد مع رو منذ وقت مضى. كانت تسمى La main (اليد) وكما يشير اسمها، فقد كانت عبارة عن سلسلة مما يمكنك تسميته "بورتريهات كفوف الأيدي". في البداية، كان من الممتع التعرف على المشاهير باستخدام كفوف أيديهم كدليل. بعد فترة من الزمن، أصبحت كمخلوقات دون مالكيها، أجزاء أصلية لكامل الكيانات المستقلة ذاتياً التي دعيت لتسجيل رسالتها. كان بعضها خشنًا، مهددًا، مداعِبًا، ضعيفًا، شريرًا، هشًّا، سمينًا، حتى جامدًا، لكنها لم تكن صامتة أبدًا.
أحاول سماع أيدي بورخيس، لكنني أعاني من تدخلات صقلية. مثل هذا التشبيه من سسياسيا:
الأيدي التي تبدو مثل الجذور ...
وبالفعل، يميل المرء إلى الخلط بين اللحم والخشب، كما لو كانت الأصابع امتدادًا لجذع القصب المستقيم.
أو من رواية بوفالينو Blind Argus أو (خرافات الذاكرة):
منغلقة على عجرة العصا يدي القلة الغادرة ...
سالينا أو هذا المقطع من ماسترو دون جيسوالدو لجيوفاني فيرغا.
انظر، يالها من أيدٍ!
حيث يعتقد القارئ حقًا أنه قادر على تصورها: كبيرة قاسية لا تقهر وتعبة. هناك حوار مع فيتاليانو برانكاتي حيث دور العصا علامة فريدة على الحياة:
أترى هذه العصا؟ لا بد أن تدفن معي،
أريد أن آخذها إلى الآخرة في حالة
أنه بإمكاني أن أقابل نفسي
من خمسة عشر عامًا مضت!
حتى بورخيس نفسه شتت تركيزي بتذكر عمله "ميلونجا من مانويل فلوريس"، الذي يصل إلى النقطة:
أنظر إلى يدي في الفجر،
أنظر إلى الأوردة الموجودة هناك،
أنا أنظر إليهم بدهشة كما
أنظر إلى غريب ...
أو هناك قصيدة، لا تقل ملاءمة، مكرسة لعصاه الشهيرة، والتي حافظ المايسترو على صداقة أبدية معها. كما سيضيف حزينًا، "لا تدرك الأشياء وجود الشخص":
على الرغم من سلطتها وثباتها، إلا أنها
خفيفة بشكل غريب ...
كلمات، كلمات، كلمات. لا شيء ملموس. أسمع. لا شيء. باهتمام أكبر. أشعل سيجارة. الصمت. هيا، أسألهم، أخبروني. شيئًا، أي شيء. لا يمكنني إنهاء هذا الفصل بهذا الشكل.
لكنها بقيت هناك، مثبتة على عصاه، مثل مخالب طائر أسطوري تحط على فرع.
"أيدي السيمُرغ " *... لاحظت، انتظرت مدة أطول، ثنيت أذني أقرب للورقة، لا شيء.
في تلك اللحظة، أتذكر المقاطع الأربعة الترحيبية التي تشكل أعماله الكاملة، ومجلد عمله التعاوني، كتب المقابلات والمحادثات، وسلسلة لا تنتهي من العناوين المكتوبة عنه وعن كتاباته، والتي تحني أرفف مكتبتي. وأنا أفهم أنَّ هذه الأيدي المتعبة، يدي بورخيس في باليرمو عام 1984، يدي رجل سيلفظ أنفاسه الأخيرة بعد عامين فقط، يمكن أن تحمل رسالة واحدة فقط: لقد قالت بالفعل كل ما يتوجب عليها قوله.
*السيمُرغ (بالإنجليزية: simurgh) هو أحد الطيور الخرافية يكثر ذكرها في الأساطير الآرية الدينية والتاريخية وفي الشاهنامة أيضاً. ومسكن السيمرغ على الشجرة التي تقى كل البذور وهى في المحيط الواسع على مقربة من شجرة الخلد. تجتمع عليها البذور التي أنتجتها النباتات كلها طول السنة. وإذا طار السيمرغ نبت ألف عسلوج في هذه الشجرة واذا وقع كسر هذه العساليج ونثر بذورها. وقد اشتهر أمر هذا الطائر على يد الشاعر الخراساني الشهير فريد الدين العطار في ملحمته الشعرية "منطق الطير".
يدا بورخيس
بورخيس في صِقِلِّية مع مُرشدٍ أعمى
بقلم: أليخاندرو لوك
ترجمها: أندرو إدواردز
ترجمة للعربية: سماح جعفر
يدا بورخيس ملتفة حول عصاه. وفقًا لكتالوج تمكنت من العثور عليه، إنها عصا قوية مصنوعة من الخشب الداكن، وهي نموذج مستقيم بمقبض على شكل حرف (T)، يوصى بها بشكل خاص للمستخدمين ذوي التركيز الضعيف أو التوازن.
في الخلفية، خارج نطاق التركيز قليلاً، ربطة عنق داكنة، قميص أبيض ذو ياقة بيضاء، بدلة سوداء لا تشوبها شائبة بأربعة أزرار على المعصم، وقلم يخرج من الجيب العلوي، رغم أنَّ بورخيس كان في هذه المرحلة يملي بدلاً من الكتابة ... ربما، كان القلم هدية رمزية.
تتعارض الأكف المجعدة بقوة مع الأصابع الناعمة، قليلة الشعر، رغم ذلك، تبدو الأظافر طويلة وغير مشذبة. كنت أراهن أنَّ المايسترو، مثلي، كان عليه أن يأخذ مقص الأظافر من حقيبة المرحاض في مطار روما.
تذكرني الصورة بمعرض جماعي للصور الفوتوغرافية التي رأيتها في بلد الوليد مع رو منذ وقت مضى. كانت تسمى La main (اليد) وكما يشير اسمها، فقد كانت عبارة عن سلسلة مما يمكنك تسميته "بورتريهات كفوف الأيدي". في البداية، كان من الممتع التعرف على المشاهير باستخدام كفوف أيديهم كدليل. بعد فترة من الزمن، أصبحت كمخلوقات دون مالكيها، أجزاء أصلية لكامل الكيانات المستقلة ذاتياً التي دعيت لتسجيل رسالتها. كان بعضها خشنًا، مهددًا، مداعِبًا، ضعيفًا، شريرًا، هشًّا، سمينًا، حتى جامدًا، لكنها لم تكن صامتة أبدًا.
أحاول سماع أيدي بورخيس، لكنني أعاني من تدخلات صقلية. مثل هذا التشبيه من سسياسيا:
الأيدي التي تبدو مثل الجذور ...
وبالفعل، يميل المرء إلى الخلط بين اللحم والخشب، كما لو كانت الأصابع امتدادًا لجذع القصب المستقيم.
أو من رواية بوفالينو Blind Argus أو (خرافات الذاكرة):
منغلقة على عجرة العصا يدي القلة الغادرة ...
سالينا أو هذا المقطع من ماسترو دون جيسوالدو لجيوفاني فيرغا.
انظر، يالها من أيدٍ!
حيث يعتقد القارئ حقًا أنه قادر على تصورها: كبيرة قاسية لا تقهر وتعبة. هناك حوار مع فيتاليانو برانكاتي حيث دور العصا علامة فريدة على الحياة:
أترى هذه العصا؟ لا بد أن تدفن معي،
أريد أن آخذها إلى الآخرة في حالة
أنه بإمكاني أن أقابل نفسي
من خمسة عشر عامًا مضت!
حتى بورخيس نفسه شتت تركيزي بتذكر عمله "ميلونجا من مانويل فلوريس"، الذي يصل إلى النقطة:
أنظر إلى يدي في الفجر،
أنظر إلى الأوردة الموجودة هناك،
أنا أنظر إليهم بدهشة كما
أنظر إلى غريب ...
أو هناك قصيدة، لا تقل ملاءمة، مكرسة لعصاه الشهيرة، والتي حافظ المايسترو على صداقة أبدية معها. كما سيضيف حزينًا، "لا تدرك الأشياء وجود الشخص":
على الرغم من سلطتها وثباتها، إلا أنها
خفيفة بشكل غريب ...
كلمات، كلمات، كلمات. لا شيء ملموس. أسمع. لا شيء. باهتمام أكبر. أشعل سيجارة. الصمت. هيا، أسألهم، أخبروني. شيئًا، أي شيء. لا يمكنني إنهاء هذا الفصل بهذا الشكل.
لكنها بقيت هناك، مثبتة على عصاه، مثل مخالب طائر أسطوري تحط على فرع.
"أيدي السيمُرغ " *... لاحظت، انتظرت مدة أطول، ثنيت أذني أقرب للورقة، لا شيء.
في تلك اللحظة، أتذكر المقاطع الأربعة الترحيبية التي تشكل أعماله الكاملة، ومجلد عمله التعاوني، كتب المقابلات والمحادثات، وسلسلة لا تنتهي من العناوين المكتوبة عنه وعن كتاباته، والتي تحني أرفف مكتبتي. وأنا أفهم أنَّ هذه الأيدي المتعبة، يدي بورخيس في باليرمو عام 1984، يدي رجل سيلفظ أنفاسه الأخيرة بعد عامين فقط، يمكن أن تحمل رسالة واحدة فقط: لقد قالت بالفعل كل ما يتوجب عليها قوله.
*السيمُرغ (بالإنجليزية: simurgh) هو أحد الطيور الخرافية يكثر ذكرها في الأساطير الآرية الدينية والتاريخية وفي الشاهنامة أيضاً. ومسكن السيمرغ على الشجرة التي تقى كل البذور وهى في المحيط الواسع على مقربة من شجرة الخلد. تجتمع عليها البذور التي أنتجتها النباتات كلها طول السنة. وإذا طار السيمرغ نبت ألف عسلوج في هذه الشجرة واذا وقع كسر هذه العساليج ونثر بذورها. وقد اشتهر أمر هذا الطائر على يد الشاعر الخراساني الشهير فريد الدين العطار في ملحمته الشعرية "منطق الطير".
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles