كتاب اللاطمأنينة
101 كتاب (من اهمّ كتب الثراث الإنساني)
كتاب اللاطمأنينة
للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا
(بمناسبة مرور 138 سنة على ميلاده)
"لم أطلب سوى القليل من الحياة ، وحتى ذلك القليل رفضت الحياة منحي إياه . طلبت حزمة ضوء من الشمس ، حقلا .. القليل من السكينة مع قليل من الخبز ، إلا تثقل علي كثيرا معرفتي بأنني موجود ، وألا أطلب من الآخرين شيئا وألا يطالبونني هم بأي شيء . هذه الرغائب ذاتها تم تجاهلها ، كمن يتجاهل الظل لا بسبب الافتقار إلى المشاعر الطيبة ، وإنما لكي لا يتحتم عليه أن يفك أزرار السترة .. أكتب ، مكتئبا ، في غرفتي الهادئة ، وحدي مثلما كنت ، وحدي مثلما سأكون . وأفكر إن لم يكن صوتي ، على ضآلة شأنه ظاهريا ، يجسد جوهر آلاف الأصوات ، والحاجة إلى التعبير لدى آلاف الحيوات ، صبر آلاف الأرواح المذعنة مثل روحي ، تحت شمس القدر اليومي ، متشبثة بالحلم اللامجدي ، والأمل الذي بلا بارقة . في هذه اللحظات ينبض قلبي نبضات أعلى بسبب إحساسي الحاد بنبضاته . أحيا زيادة على اللزوم لأنني أحيا على نحو أكبر وأعمق . أشعر في شخصي بقوة دينية ، أشبه بنوع من الصلاة ، أشبه بالشكوى . لكن رد الفعل ضدي من الذكاء يأتي ... أراني في الطابق الرابع من شارع آل .. حالما أمارس الإحساس ؛ أبصر فوق الورق نصف المكتوب ، الحياة الباطلة الخالية من الجمال والسيجارة الرخيصة .. فوق النشاف العتيق . هنا أنا ، في هذا الطابق الرابع ، أستنطق الحياة ، صانعا نثرا ...مقطع من قصيدة ـ سرير ناعم ـكل يوم هو ما هو ، ولم يوجد قط في هذا العالم يوم يشبه آخر . فقط داخل روحنا يوجد التماثل . البعض يولودن عبيدا ، آخرون يتحولون إلى عبيد ، وآخرون منحوا العبودية. العشق الجبان الذي نكنه جميعا للحرية ـ التي لو امتلكناها ، لاستغربناها ، لأنها جديدة ولرفضناها ـ هو العلامة الحقيقة لثقل عبوديتنا . أنا نفسي ، الذي أعلنت عن رغبتي في كوخ أو مغارة حيث أستطيع التحرر من رتابة كل شيء ، رتابة أناي قبل أي شيء ، هل أجرؤ على الذهاب إلى ذلك الكوخ أو تلك المغارة ، عارفا ،بالخبْر ، أنه محكوم علي بتحمل الرتابة على الدوام ، طالما هي مني وإلي ؟ أنا نفسي ، المختنق حيث أوجد ، المختنق لأنني موجود ، أين بإمكاني التنفس أفضل إن كان الدائ موجودا في رئتي وليس في الهواء المحيط بي ؟ كل ما يحيط بنا يتحول إلى جزء من ذواتنا . يتسرب إلى الإحساس باللحم وبالحياة ، ونسيج العنكبوت الأعظم ، يربطنا بلطافة بما يحيط بنا ، موقعا إيانا ، في السرير الناعم لموت بطيء" .
القرية الالكترونية
"كتاب اللاطمأنينة" لشاعر البرتغال الأول فرناندو بيسوا هو مجموعة مقاطع، نثر يقترب من الشعر، يسجل فيها الكاتب ما يشبه اليوميات، بدءاً بعام 1913 وحتى عام 1935 عام وفاته. ولم تنشر كاملة إلا بعد وفاته بسبعة وأربعين سنة عام 1982، وكانت أجزاء متفرقة وصغيرة منها نشرت بلغات مختلفة قبل ذلك.
وليس من السهل قطعاً تلخيص الكتاب، فهو تأمل وجودي شديد الحساسية، ليس في ذلك جديد على ما يرى النقاد والأكاديميون، بل في طريقة قول هذه الأحاسيس وإخراجها في كلمات من غور الطبيعة الإنسانية، وما تلقيه على نفسها من أسئلة عن معنى الوجود، وعن ذاتها. وكما وصف بيسوا عمله الأدبي بنفسه فهو "مذكرات شخصية تفتقد الحقائق".
النص كُتب بلغة ذكية وحساسة وذائقة شعرية مثقفة بعمق، على لسان شخص اخترعه بيسوا واسمه برنار سوار الذي يحاول البحث في الأسباب التي تدفع الكاتب للكتابة. وحيث لا يعثر على إجابة مستندة إلى الحقائق، فينحو الى الملاحظة واجترار التأملات، والأحلام، والاستغراق العشوائي في التفكير، والكشف الصوفي، وكل ما يعتمل في روح الفنان. وما يجعل الكتاب جذاباً للقراء هو مواجهته الأسئلة الوجودية لمعنى الحياة والموت، والخير والشر، والله، والحب، والضمير، وقلق الروح، والتوق الدائم لإطفاء عطش المعرفة.
101 كتاب (من اهمّ كتب الثراث الإنساني)
كتاب اللاطمأنينة
للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا
(بمناسبة مرور 138 سنة على ميلاده)
"لم أطلب سوى القليل من الحياة ، وحتى ذلك القليل رفضت الحياة منحي إياه . طلبت حزمة ضوء من الشمس ، حقلا .. القليل من السكينة مع قليل من الخبز ، إلا تثقل علي كثيرا معرفتي بأنني موجود ، وألا أطلب من الآخرين شيئا وألا يطالبونني هم بأي شيء . هذه الرغائب ذاتها تم تجاهلها ، كمن يتجاهل الظل لا بسبب الافتقار إلى المشاعر الطيبة ، وإنما لكي لا يتحتم عليه أن يفك أزرار السترة .. أكتب ، مكتئبا ، في غرفتي الهادئة ، وحدي مثلما كنت ، وحدي مثلما سأكون . وأفكر إن لم يكن صوتي ، على ضآلة شأنه ظاهريا ، يجسد جوهر آلاف الأصوات ، والحاجة إلى التعبير لدى آلاف الحيوات ، صبر آلاف الأرواح المذعنة مثل روحي ، تحت شمس القدر اليومي ، متشبثة بالحلم اللامجدي ، والأمل الذي بلا بارقة . في هذه اللحظات ينبض قلبي نبضات أعلى بسبب إحساسي الحاد بنبضاته . أحيا زيادة على اللزوم لأنني أحيا على نحو أكبر وأعمق . أشعر في شخصي بقوة دينية ، أشبه بنوع من الصلاة ، أشبه بالشكوى . لكن رد الفعل ضدي من الذكاء يأتي ... أراني في الطابق الرابع من شارع آل .. حالما أمارس الإحساس ؛ أبصر فوق الورق نصف المكتوب ، الحياة الباطلة الخالية من الجمال والسيجارة الرخيصة .. فوق النشاف العتيق . هنا أنا ، في هذا الطابق الرابع ، أستنطق الحياة ، صانعا نثرا ...مقطع من قصيدة ـ سرير ناعم ـكل يوم هو ما هو ، ولم يوجد قط في هذا العالم يوم يشبه آخر . فقط داخل روحنا يوجد التماثل . البعض يولودن عبيدا ، آخرون يتحولون إلى عبيد ، وآخرون منحوا العبودية. العشق الجبان الذي نكنه جميعا للحرية ـ التي لو امتلكناها ، لاستغربناها ، لأنها جديدة ولرفضناها ـ هو العلامة الحقيقة لثقل عبوديتنا . أنا نفسي ، الذي أعلنت عن رغبتي في كوخ أو مغارة حيث أستطيع التحرر من رتابة كل شيء ، رتابة أناي قبل أي شيء ، هل أجرؤ على الذهاب إلى ذلك الكوخ أو تلك المغارة ، عارفا ،بالخبْر ، أنه محكوم علي بتحمل الرتابة على الدوام ، طالما هي مني وإلي ؟ أنا نفسي ، المختنق حيث أوجد ، المختنق لأنني موجود ، أين بإمكاني التنفس أفضل إن كان الدائ موجودا في رئتي وليس في الهواء المحيط بي ؟ كل ما يحيط بنا يتحول إلى جزء من ذواتنا . يتسرب إلى الإحساس باللحم وبالحياة ، ونسيج العنكبوت الأعظم ، يربطنا بلطافة بما يحيط بنا ، موقعا إيانا ، في السرير الناعم لموت بطيء" .
القرية الالكترونية
"كتاب اللاطمأنينة" لشاعر البرتغال الأول فرناندو بيسوا هو مجموعة مقاطع، نثر يقترب من الشعر، يسجل فيها الكاتب ما يشبه اليوميات، بدءاً بعام 1913 وحتى عام 1935 عام وفاته. ولم تنشر كاملة إلا بعد وفاته بسبعة وأربعين سنة عام 1982، وكانت أجزاء متفرقة وصغيرة منها نشرت بلغات مختلفة قبل ذلك.
وليس من السهل قطعاً تلخيص الكتاب، فهو تأمل وجودي شديد الحساسية، ليس في ذلك جديد على ما يرى النقاد والأكاديميون، بل في طريقة قول هذه الأحاسيس وإخراجها في كلمات من غور الطبيعة الإنسانية، وما تلقيه على نفسها من أسئلة عن معنى الوجود، وعن ذاتها. وكما وصف بيسوا عمله الأدبي بنفسه فهو "مذكرات شخصية تفتقد الحقائق".
النص كُتب بلغة ذكية وحساسة وذائقة شعرية مثقفة بعمق، على لسان شخص اخترعه بيسوا واسمه برنار سوار الذي يحاول البحث في الأسباب التي تدفع الكاتب للكتابة. وحيث لا يعثر على إجابة مستندة إلى الحقائق، فينحو الى الملاحظة واجترار التأملات، والأحلام، والاستغراق العشوائي في التفكير، والكشف الصوفي، وكل ما يعتمل في روح الفنان. وما يجعل الكتاب جذاباً للقراء هو مواجهته الأسئلة الوجودية لمعنى الحياة والموت، والخير والشر، والله، والحب، والضمير، وقلق الروح، والتوق الدائم لإطفاء عطش المعرفة.
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,
Related Articles