Arabic    

وادي غوفي


2020-04-15
اعرض في فيس بوك
التصنيف : مقالات الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي

 
وادي غوفي
 
انطلقت بنا السيارات متوجهين إلى وادي "غوفي"، وكان الطريق متعرجاً، متخماً بالمرتفعات والمنخفضات، من كان يصدّق أننا كنا نسير في قعر محيطات قد تبخرّت، شاهدت أثر الماء في أشكال تلك الصخور، ولمّا عبرنا قرية شتمه، قال الوزير محمد بو غازي: يقول أهلها أن أصل الكلمة شطّ الماء.
بعد قرابة ساعة ونصف الساعة، وصلنا إلى وادي "غوفي" الذي يقع في ولاية "باتنة" ويسمى "وادي الأبيض"، ويعتبر من أجمل الأودية في العالم ، ويعرف محلياً بــ«إغزر أملال». ويمر عبر بلديات تيفلفال، ويتّسع في كامل الولاية.
تقع قرية "غوفي" فوق تلة يتراوح ارتفاعها متدرجاً ما بين 500 متر و1200 متر، وشرفات الغوفي تشبه جبال "روكي" و "جراند كانيون" في إيريزونا، وتتكون من صخور رسوبية ومتحولة. وتم نحت منازل غوفي في الجبال ذاتها التي يخترقها الوادي الأبيض "إغزر أملال"، وتأتي على شكل مساطب متدرجة من الصخر على كامل الجبل.
وينساب الوادي المائي أسفل الشرفات، مانحاً مع كل قطرة من مائه الحياة للواحة، وبساتين المشمش والرمان والزيتون والعنب، وفواكه أخرى كثيرة. وهنا تملكنا الفضول، فنزلنا إلى الأسفل بحوالي 60 متراً للتمتع بعذوبة المياه الرقراقة والمتدفقة من أعالي الجبال.
 
ونزلنا إلى منتصف الوادي من خلال السلالم الحجرية المنحوتة في الجبل، وكان منظر الشرفات من أسفل يجعل الزائر يتخيل وكأن قدميه وطئتا أرضاً لم يطأها إنسان من قبل. وهنا ندرك سر تمسّك بعض العائلات التي اختارت البقاء والعيش في هذا المكان مديرة ظهرها للحياة الحضرية التي يبدو وكأنها توقفت عند أسوار شرفات غوفي بطبيعتها العذراء.
هنا تشعر وكأنك على كوكب آخر، ربما في وادي ميرنيرز العظيم في المريخ. ولكن المؤكد أنك لست على كوكب الأرض، فالطبيعة هنا استثنائية وبعيدة عن كل ما شاهدناه من قبل.
 
وهنا يبدو كل شيء ثابتاً وكأنه لم يتحرك منذ الأزل، قال لنا الدليل: هنا صوّر الأخضر حامينا أغلب أفلامه، كما أنّه المكان الذي احتضن ثوّار الجزائر. حتى الأحجار الصغيرة المتكسرة هنا، وبعض الصخور المتناثرة توحي لك بالثبات، فتخالها راسخة في مواضعها ولكنها متغيرة. وسرعان ما تكتشف أن الطقطقات المنبعثة من المسير ناتجة عن تكسر بقايا أصداف بحرية، وأن الوادي الذي يبدو ساكناً كالجلمود كان في الأزمنة الغابرة عبارة عن بحر يزخر بأنواع عديدة من مستحاثات على شكل أصداف ونجوم بحر وكائنات أخرى بحرية متحجرة.
وهنا يوجد أيضاً الكثير من ترسبات المعادن كالزنك والنحاس والرصاص تحولت بفعل السنين إلى حجارة شديدة اللمعان، وبأشكال جذابة تُستعمل في الديكور.
 
غادرنا الوادي الأبيض بعد أن استمتعنا برؤية أعجوبة من عجائب الأرض، وتوجهنا إلى قرية "طولجة" حيث يوجد أفضل تمر لدقلة نور، وهو النوع الذي يكاد يكون شفافاً وتظهر من خلاله نواة التمر دون أن تفتحها.
 
 
#محمد_أحمد_السويدي_مقالات
 

 

  وادي غوفي   انطلقت بنا السيارات متوجهين إلى وادي "غوفي"، وكان الطريق متعرجاً، متخماً بالمرتفعات والمنخفضات، من كان يصدّق أننا كنا نسير في قعر محيطات قد تبخرّت، شاهدت أثر الماء في أشكال تلك الصخور، ولمّا عبرنا قرية شتمه، قال الوزير محمد بو غازي: يقول أهلها أن أصل الكلمة شطّ الماء. بعد قرابة ساعة ونصف الساعة، وصلنا إلى وادي "غوفي" الذي يقع في ولاية "باتنة" ويسمى "وادي الأبيض"، ويعتبر من أجمل الأودية في العالم ، ويعرف محلياً بــ«إغزر أملال». ويمر عبر بلديات تيفلفال، ويتّسع في كامل الولاية. تقع قرية "غوفي" فوق تلة يتراوح ارتفاعها متدرجاً ما بين 500 متر و1200 متر، وشرفات الغوفي تشبه جبال "روكي" و "جراند كانيون" في إيريزونا، وتتكون من صخور رسوبية ومتحولة. وتم نحت منازل غوفي في الجبال ذاتها التي يخترقها الوادي الأبيض "إغزر أملال"، وتأتي على شكل مساطب متدرجة من الصخر على كامل الجبل. وينساب الوادي المائي أسفل الشرفات، مانحاً مع كل قطرة من مائه الحياة للواحة، وبساتين المشمش والرمان والزيتون والعنب، وفواكه أخرى كثيرة. وهنا تملكنا الفضول، فنزلنا إلى الأسفل بحوالي 60 متراً للتمتع بعذوبة المياه الرقراقة والمتدفقة من أعالي الجبال.   ونزلنا إلى منتصف الوادي من خلال السلالم الحجرية المنحوتة في الجبل، وكان منظر الشرفات من أسفل يجعل الزائر يتخيل وكأن قدميه وطئتا أرضاً لم يطأها إنسان من قبل. وهنا ندرك سر تمسّك بعض العائلات التي اختارت البقاء والعيش في هذا المكان مديرة ظهرها للحياة الحضرية التي يبدو وكأنها توقفت عند أسوار شرفات غوفي بطبيعتها العذراء. هنا تشعر وكأنك على كوكب آخر، ربما في وادي ميرنيرز العظيم في المريخ. ولكن المؤكد أنك لست على كوكب الأرض، فالطبيعة هنا استثنائية وبعيدة عن كل ما شاهدناه من قبل.   وهنا يبدو كل شيء ثابتاً وكأنه لم يتحرك منذ الأزل، قال لنا الدليل: هنا صوّر الأخضر حامينا أغلب أفلامه، كما أنّه المكان الذي احتضن ثوّار الجزائر. حتى الأحجار الصغيرة المتكسرة هنا، وبعض الصخور المتناثرة توحي لك بالثبات، فتخالها راسخة في مواضعها ولكنها متغيرة. وسرعان ما تكتشف أن الطقطقات المنبعثة من المسير ناتجة عن تكسر بقايا أصداف بحرية، وأن الوادي الذي يبدو ساكناً كالجلمود كان في الأزمنة الغابرة عبارة عن بحر يزخر بأنواع عديدة من مستحاثات على شكل أصداف ونجوم بحر وكائنات أخرى بحرية متحجرة. وهنا يوجد أيضاً الكثير من ترسبات المعادن كالزنك والنحاس والرصاص تحولت بفعل السنين إلى حجارة شديدة اللمعان، وبأشكال جذابة تُستعمل في الديكور.   غادرنا الوادي الأبيض بعد أن استمتعنا برؤية أعجوبة من عجائب الأرض، وتوجهنا إلى قرية "طولجة" حيث يوجد أفضل تمر لدقلة نور، وهو النوع الذي يكاد يكون شفافاً وتظهر من خلاله نواة التمر دون أن تفتحها.     #محمد_أحمد_السويدي_مقالات     , Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi,,

Related Articles

Marcel Proust lived here
أضخم جنازة رسمية وعسكرية في باريس تحية لمارسيل بروست وزمنه
جسر فوق مياه مضطربة - من اليوميات الإمريكية
المهدي المنتظر
السيمفونية 40
"محمد علي، ورنينُ الطفولة"
بسملة


Visa_MasterCard

Privacy Policy   Cookie Policy   Terms and Conditions