نهر الغانج يطفح بالجراثيم الخطرة 1-3

 

نهر الغانج يطفح بالجراثيم الخطرة

1-3

ترجمة #أميمة_قاسم برعاية الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي

ضمن مشروعات #القرية_الإلكترونية (ننشر المعرفة)

{1}

غانجوتري- الهند

في أعالي الهيمالايا، من السهل معرفة السبب وراء تقديس نهر الغانج.

بحسب الأسطورة الهندية، تجسّد درب التبانة على هيئة هذا الجسم الأرضي المائي لغسل جميع الخطايا البشرية. وبينما ينساب هو من الجليد هنا، يكسب الصخر المترسب النهر البارد كالثلج باللون الرمادي الكثيف، ولكنّ النهر نظيف من الناحية البيولوجية وخال من البكتيريا.

ثم يتناقص نقاؤه قبل فترة طويلة من مروره على أية مدينة كبرى، أو مستشفيات، أو مصانع أو مزارع. يصبح مترعاً بنوعٍ معدٍ من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية المعروفة.

يعتبر نهر الغانج دليلاً حيّاً على أنَّ البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، تكاد تكون منتشرة في كل مكان. يوفر النهر مثالاً قوياً على انتشار وشيوع العدوى المقاومة للعقاقير، وهي واحدة من أصعب مشكلات الصحة العامة. توفر مياهه السبل لمعرفة كيف تدخل هذه الجراثيم إلى نظامنا البيئي.

يعتبر نهر غانج الأم أحد أنهار الكوكب الأشد تلوثاً، وهو يتلوى على مسافة 1500 ميل حتى خليج البنغال، مزيج من الصرف الحضري، والنفايات الحيوانية، والمبيدات الحشرية، والأسمدة، والمعادن الصناعية والرماد المتبقي من محارق الجثث.

ولكن المسوحات السنوية التي يجريها العلماء في المعهد الهندي للتكنولوجيا تبين أنّ البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية تظهر بينما لا يزال النهر في طور الجريان عبر مضيق سفوح الهيمالايا، قبل مئات الأميال من اختلاطه بأي من مصادر الجراثيم المقاومة.

وقد صرّح شيخ ضياء الدين أحمد، أستاذ الهندسة الحيوكيميائية في المعهد الهندي للتكنولوجيا بأنّ معدلات البكتريا بلغت "مستوىً فلكياً". المصدر الوحيد لهذه البكتريا هم البشر. وبشكل خاص العدد الهائل من المغتسلين الذين يأتون بغرض التخلص من ذنوبهم ويغمرون أجسادهم في مياهه.

 

مشكلة المقاومة في الهند

 

بخلاف نهر الغانج، تنسب للهند بعض أعلى معدلات الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في العالم، وفقاً لتقرير صدر من وزارة العلوم والتكنولوجيا الهندية عام 2017.

أظهرت المسوحات أنَّ حوالي 70% من الأنواع الأربعة للبكتريا التي تتواجد بشكل شائع في مرضى المستشفيات، مقاومة للخطة الأولى للمضادات الحيوية. وما بين 12% و 71% - بناءً على الأنواع التي شملها الفحص- كانت مقاومة أيضاً للكاربابينيمات، وهي عائلة من المضادات الحيوية التي كانت تعتبر في وقت ما آخر خط للدفاع.

أكدت الدراسات الأخرى الخطر. حيث وجد مقال في لانسيت الأمراض المعدية، أنّ حوالي 57% من حالات العدوى بكليبسيلا ذات الرئة الشائعة في الهند مقاومة للكاربابينيمات.

ولكن من أين تأتي هذه الجيوش من الجراثيم المقاومة للعلاج؟ هل هي فعلا موجودة في كل مكان- في التربة تحت أقدامنا مثلا؟ هل تنبعث في المستشفيات حيث يتم استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط؟

هل تُزرع في أمعاء الماشية في مزارع المصانع؟ هل تظهر في مزارع الأسماك أو العوالق التي تعيش في البحيرات التي تجري من تحت مصانع الأدوية؟

أم هل تقبع الجراثيم فقط في جوف المرضى أنفسهم، بانتظار أن يصاب مضيفوها بما يكفي من الضعف لتتمكن منه؟ تشير البحوث التي تجرى الآن في الهند وغيرها إلى أنَّ الإجابة على هذه الأسئلة هي:

نعم، جميع ما ذكر صحيح.

لكن كيفية انتقال البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية من شخص إلى آخر خارج بيئة المشفى، يظل هو الجزء الأكثر غموضاً من القصة، وهذا هو ما يُكسب النتائج التي أثمرت عنها بحوث نهر الغانج قيمة كبيرة.

يتبع.......

الصور:

 

١-حجاج يغتسلون في نهر باغيراتي، على منابع مياه الغانج، في غانجوتري، الهند.

٢-زوج من الصنادل ملقىً بجانب نهر الغانج في غارموكتيشوار، اوتاراخاند، الهند

 

 

 

 

_______

المقال الأصلي من المصدر

The Ganges Brims With Dangerous Bacteria

 

https://www.nytimes.com/2019/12/23/health/ganges-drug-resistant-bacteria.html?fbclid=IwAR06cgvYKVElT_FFcz3qE0EFBKHB7NMiU_HnDIxvnZ2kYA1qgyfLXH0Wpyo