في الأساطير اليونانية، كان تيريسياس ( Tiresias) نبيا أعمى لأبولو وحولته هيرا إلى امرأة لمدة سبع سنوات.
لأصحاب الذائقة الرفيعة والمهتمين بذلك النوع من الآداب والفنون ولمن لديهم الشغف شاهدوا الفيديو وانتقلوا عبر الرابط التالي إلى التمتع بقراءة قصيدة أوفيد والتي تحكي هذه الأسطورة بأسلوب يحاكي السينما الحديثة.
الخالية هي نفسها من الهموم كلّها.
ذلك أنه كان يعرف شهوات الجنسين.
نبوؤة العلاّمة تيريزياس (1)
من كتاب التحوّلات
لأوفيد
تيريزياس (Tirésias)
يُروى أنّه خطرَ لجوبيتر الذي انتشى بكوثر الآلهة
أن يطرح عنه همومه الثقيلة،
لكي يلهو بحرِّيةٍ، مع جونون،
الخالية هي نفسها من الهموم كلّها.
قالَ لها:
"أكيدٌ أنّ الشّهوة التي تحسّ بها الأنثى
أعمق من تلك التي يحسّ بها الذكر."
أنكرت جونون ذلك،
واتّفقا أن يستشيرا تيريزياس العلاّمة،
ذلك أنه كان يعرف شهوات الجنسين.
فذات يومٍ، ضربَ بعصاه حيَّتين كبيرتين
تمارسان الجنسَ في غابةٍ خضراء،
وحينذاك، يا للمعجزة! انقلب
من رجلٍ إلى امرأة،
وبقي كذلك طوال سبعةِ فصولٍ خريفيّةٍ،
وفي الفصل الثامن رآهما ثانية، فقالَ لهما:
"إن كان للضّربات التي تلقّيتماها
مثلُ هذه القوّة لتغيير جنس من يضربكما،
فإنني أودّ اليومَ كذلك أن أضربكما."
ضربَ الحيَّتين،
وسُرعان ما استردَّ شكلَه الأوّل، ومظهره الطّبيعيّ.
إذن، أخذ تيريزياس حَكماً في هذا النقاش المُمتع،
فأكّدَ رأي جوبيتر.
وإذ اغتاظتْ ابنة ساتورن غيظاً مُفرطاً،
لا يستحقّه هذا الموضوع، كما يؤكّدون،
فقد حكمت على عينيه بالبقاء في ليلٍ أبدي.
لكنّ الأب الكلّيّ القدرة، (إذ لا يحقّ لأيّ إلهٍ أن يُهدّمَ صنيعَ إلهٍ آخر)،
أعطاه، بدلاً من الضّوء الذي فقده،
أن يعرفَ المستقبلَ،
مُخفِّفاً العقابَ بفضلِهِ هذا.
نرسيس (Narcisse)
عاش تيريزياس في مدن أونيا (Aonie),
حيث ذاعَ صيته في كلّ مكان،
يُعطي أجوبةً لا تُخطئ للناسِ الذين يأتون لاستشارته.
ليريوبي (Liriope) ربّةُ الماء ذات الشّعر الّلازورديَ،
هي أوّل من اختبر نبوءاته في قول الحقيقة.
قديماً، احتضنها الإلهُ النَّهرُ كيفيزوس (Céphise) في مَجراه المُتعرِّج
وأبقاها سجينةً وسطَ أمواجه، واغتصبها.
حبلت، وكانت تملك جمالاً نادراً،
وولدتْ طفلاً،
بدا منذ ولادته أهلاً لأن تحبّه ربّاتُ الماء،
سمَّتهُ نرسيس.
جاءت تسأل تيريزياس إن كانت حياته ستمتدّ
في شيخوخةٍ طويلة.
فأجابها العرّاف، شارحُ القدر، قائلاً:
"نعم، إن لم يعرف نفسه."
(وللحكاية بقيّة)