من جغرافية الكتب حولي 2

أطالع بشغف كتاب الرسالة العراقية لمعروف الرصافي، وكتاب الاعترافات لجان جاك روسو.
ومنذ يومين توفّرت على وقت للشروع بقراءة رواية (غرابة في عقلي) لبرهان باموق والتي قدّمها لي عطاء الله مهاجراني بتدويناته وتعقيباته وخطوطه عليها، ولقد أذهلتني سيرته الذاتية المتراكبة وشهرته وقدرته على القبض على تفاصيل المدينة من خلال شخصيات هامشية في الغالب.
تتناول الرواية سيرة تمتد لنحو أربعة عقود بين عامي (1969 و 2012)، وتتعقب عمل شخص اسمه (مولود) في عدد من الأعمال بشوارع إسطنبول، من بيع اللبن الرائب والأرز إلى حراسة موقف سيارات.
يراقب مولود الناس بمختلف أشكالهم وشخصياتهم وهم يمرون في الشوارع، ويشهد تدمير وإعادة بناء المدينة، ويرى المهاجرين من الأناضول وهم يصنعون الثروات. وفي الوقت ذاته يشهد كل لحظات التحول في تاريخ المدينة؛ من صراعات سياسية وانقلابات عسكرية تعيد تشكيل البلد في كل مرة.
يثير مولود السؤال عما يجعله مختلفا عن الآخرين وعن مصدر وأسباب الغرابة التي لا تبارح عقله، ولكنه لا يتوقف عن بيع البوظة في أمسيات الشتاء وهو يجتهد في أن يفهم من هي حبيبته.

كما قدّمت للوالد كتاب (فيصل، شخصيته وعصره وإيمانه) من تأليف ألكسي فاسيليف، وهو مؤرّخ روسي وباحث في شؤون الشرقين الأوسط والأدنى ومدير معهد الدراسات الأفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وكانت فصوله الأولى مبهرة ومازلت لم أنقطع عن قراءته.
ويثير الكتاب أمورا عديد في حياة الملك فيصل بن عبد العزيز الذي أصبح في عام 1964 عاهل بلد فيه ربع احتياطيات العالم من البترول، ويحتضن في رحابه مكّة والمدينة، ووُصِف بأنه (أقوى حاكم عربي منذ قرون).
بعد ذلك بإحدى عشرة سنة أرداه أحد ابن شقيقه (فيصل بن مساعد بن عبد العزيز) برصاصة أطلقها عن قرب على رأسه عند استقباله وزير النفط الكويتي في عام 1975.
ويروي أليكسي فاسيليف في كتابه سيرة ملك متديّن وحازم وسياسيّ بارع تمكّن من الحفاظ على علاقاته مع كل من مصر والولايات المتحدة الأميركية عبر حربَين بين العرب وإسرائيل، كما أسهم بشكل واسع في فرض حظر نفطي على الغرب في عام 1973.
وكذلك كتاب تاريخ البشرية لأرنولد توينبي الذي يبحث في تتابع الحوادث التي كان من نتائجها نشوء وتطور العرق البشري. وهو يختلف عن تاريخ العالم الذي ينظر إلى التطورات الفيزيائية لكوكب الأرض وتطور الحياة وتنوّعها عليه.
وينحو إلى تقسيم أبحاث تاريخ البشر إلى مدرستين يُطلق على الأولى (التصميم الذكي)، تعتمد على مفاهيم تناقلتها البشرية بطريق التواتر عبر الأجيال ومنها التفسيرات التي وضعتها الأديان والثقافات للخلق. والثانية يُطلق عليها الإصطفاء الطبيعي، وتعتمد على فكرة التطور التدريجي بناءً على نظرية البقاء للأصلح.
وحرص الوالد باريحيته أن أخطّ على الكتاب ما نصّه: هذا الكتاب من إهداء الإبن محمد بن أحمد، أهدانياه في تاريخ (كذا) أثناء إقامتنا في لندن.
ومن الكتب التي دفعتها للوالد كتاب (التشيع العربي والتشيّع الفارسي) للباحث العراقي نبيل الحيدري. تناول فيه من خلال ما يزيد على 560 صفحة و1200 مصدر ومرجع، رحلة عبر تطور الفكر الشيعي وأثر الفرس عليه.
ويُعدّ بحثا هاما في بابه لمعرفة زمن ودوافع الافتراق الأصولي والفقهي الذي مازلنا نعاني آثاره. بدءا مما بدا أول الأمر حبا وموالاة للنبي وآل بيته إلى أن تطوّر إلى نظرية دينية متكاملة بلغت أقصى مراحل غلوّها عندما أسبغ على الأئمة صفات الألوهية، وأطلق عليها مصطلح (لاهوت الإمامة)، وجعلهم بمرتبة أكاسرة فارس القدماء، الذين حازوا المجد الإلهي بإمداد سماوي.
ويعمد المؤلف إلى توضيح ما يعنيه بلفظ الفرس وإن الأمر لا يطال القومية أو الجنس، بل الثقافة الفارسية السابقة لدخول الإسلام إلى بلاد فارس والتي تسللت عبر مراحل متعددة متراكمة إلى الثقافة الشيعية، وخلقت هوة ازدادت اتساعا بين السنة والشيعة.
وكتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي لعالم الاجتماع العراقي علي الوردي.
وتصدّى المؤلف فيه إلى فهم طبيعة المجتمع العراقي بشكل عام، وفي المنطقتين الوسطى والجنوبية على وجه الخصوص. وعقد في كتابه فصولا تناول فيها صراع البداوة والحضارة، وتأثيراتها ومذوّباتها وما أفرزته منذ العهد العثماني، ومكوّنات الشخصية الريفية ومظاهر التديّن وأسبابه والوضع الاجتماعي للمدن التي تعرضت للترييف والبدونة وصولا إلى تشكلات الشخصية في المدن. وللحديث بقيّة.
أطالع بشغف كتاب الرسالة العراقية لمعروف الرصافي، وكتاب الاعترافات لجان جاك روسو.
ومنذ يومين توفّرت على وقت للشروع بقراءة رواية (غرابة في عقلي) لبرهان باموق والتي قدّمها لي عطاء الله مهاجراني بتدويناته وتعقيباته وخطوطه عليها، ولقد أذهلتني سيرته الذاتية المتراكبة وشهرته وقدرته على القبض على تفاصيل المدينة من خلال شخصيات هامشية في الغالب.
تتناول الرواية سيرة تمتد لنحو أربعة عقود بين عامي (1969 و 2012)، وتتعقب عمل شخص اسمه (مولود) في عدد من الأعمال بشوارع إسطنبول، من بيع اللبن الرائب والأرز إلى حراسة موقف سيارات.
يراقب مولود الناس بمختلف أشكالهم وشخصياتهم وهم يمرون في الشوارع، ويشهد تدمير وإعادة بناء المدينة، ويرى المهاجرين من الأناضول وهم يصنعون الثروات. وفي الوقت ذاته يشهد كل لحظات التحول في تاريخ المدينة؛ من صراعات سياسية وانقلابات عسكرية تعيد تشكيل البلد في كل مرة.
يثير مولود السؤال عما يجعله مختلفا عن الآخرين وعن مصدر وأسباب الغرابة التي لا تبارح عقله، ولكنه لا يتوقف عن بيع البوظة في أمسيات الشتاء وهو يجتهد في أن يفهم من هي حبيبته.
كما قدّمت للوالد كتاب (فيصل، شخصيته وعصره وإيمانه) من تأليف ألكسي فاسيليف، وهو مؤرّخ روسي وباحث في شؤون الشرقين الأوسط والأدنى ومدير معهد الدراسات الأفريقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وكانت فصوله الأولى مبهرة ومازلت لم أنقطع عن قراءته.
ويثير الكتاب أمورا عديد في حياة الملك فيصل بن عبد العزيز الذي أصبح في عام 1964 عاهل بلد فيه ربع احتياطيات العالم من البترول، ويحتضن في رحابه مكّة والمدينة، ووُصِف بأنه (أقوى حاكم عربي منذ قرون).
بعد ذلك بإحدى عشرة سنة أرداه أحد ابن شقيقه (فيصل بن مساعد بن عبد العزيز) برصاصة أطلقها عن قرب على رأسه عند استقباله وزير النفط الكويتي في عام 1975.
ويروي أليكسي فاسيليف في كتابه سيرة ملك متديّن وحازم وسياسيّ بارع تمكّن من الحفاظ على علاقاته مع كل من مصر والولايات المتحدة الأميركية عبر حربَين بين العرب وإسرائيل، كما أسهم بشكل واسع في فرض حظر نفطي على الغرب في عام 1973.
وكذلك كتاب تاريخ البشرية لأرنولد توينبي الذي يبحث في تتابع الحوادث التي كان من نتائجها نشوء وتطور العرق البشري. وهو يختلف عن تاريخ العالم الذي ينظر إلى التطورات الفيزيائية لكوكب الأرض وتطور الحياة وتنوّعها عليه.
وينحو إلى تقسيم أبحاث تاريخ البشر إلى مدرستين يُطلق على الأولى (التصميم الذكي)، تعتمد على مفاهيم تناقلتها البشرية بطريق التواتر عبر الأجيال ومنها التفسيرات التي وضعتها الأديان والثقافات للخلق. والثانية يُطلق عليها الإصطفاء الطبيعي، وتعتمد على فكرة التطور التدريجي بناءً على نظرية البقاء للأصلح.
وحرص الوالد باريحيته أن أخطّ على الكتاب ما نصّه: هذا الكتاب من إهداء الإبن محمد بن أحمد، أهدانياه في تاريخ (كذا) أثناء إقامتنا في لندن.
ومن الكتب التي دفعتها للوالد كتاب (التشيع العربي والتشيّع الفارسي) للباحث العراقي نبيل الحيدري. تناول فيه من خلال ما يزيد على 560 صفحة و1200 مصدر ومرجع، رحلة عبر تطور الفكر الشيعي وأثر الفرس عليه.
ويُعدّ بحثا هاما في بابه لمعرفة زمن ودوافع الافتراق الأصولي والفقهي الذي مازلنا نعاني آثاره. بدءا مما بدا أول الأمر حبا وموالاة للنبي وآل بيته إلى أن تطوّر إلى نظرية دينية متكاملة بلغت أقصى مراحل غلوّها عندما أسبغ على الأئمة صفات الألوهية، وأطلق عليها مصطلح (لاهوت الإمامة)، وجعلهم بمرتبة أكاسرة فارس القدماء، الذين حازوا المجد الإلهي بإمداد سماوي.
ويعمد المؤلف إلى توضيح ما يعنيه بلفظ الفرس وإن الأمر لا يطال القومية أو الجنس، بل الثقافة الفارسية السابقة لدخول الإسلام إلى بلاد فارس والتي تسللت عبر مراحل متعددة متراكمة إلى الثقافة الشيعية، وخلقت هوة ازدادت اتساعا بين السنة والشيعة.
وكتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي لعالم الاجتماع العراقي علي الوردي.
وتصدّى المؤلف فيه إلى فهم طبيعة المجتمع العراقي بشكل عام، وفي المنطقتين الوسطى والجنوبية على وجه الخصوص. وعقد في كتابه فصولا تناول فيها صراع البداوة والحضارة، وتأثيراتها ومذوّباتها وما أفرزته منذ العهد العثماني، ومكوّنات الشخصية الريفية ومظاهر التديّن وأسبابه والوضع الاجتماعي للمدن التي تعرضت للترييف والبدونة وصولا إلى تشكلات الشخصية في المدن. وللحديث بقيّة.
, Electronic Village, His excellency mohammed ahmed khalifa al suwaidi, Arabic Poetry, Arabic Knowledge, arabic articles, astrology, science museum, art museum,goethe museum, alwaraq, arab poet, arabic poems, Arabic Books,Arabic Quiz, القرية الإلكترونية , محمد أحمد خليفة السويدي , محمد أحمد السويدي , محمد السويدي , محمد سويدي , mohammed al suwaidi, mohammed al sowaidi,mohammed suwaidi, mohammed sowaidi, mohammad alsuwaidi, mohammad alsowaidi, mohammed ahmed alsuwaidi, محمد السويدي , محمد أحمد السويدي , muhammed alsuwaidi,muhammed suwaidi, ,
Related Articles