Arabic |
ندعوكم للتعرف على هذه الحكاية «صومعة تتحرك!» من #رحلة_ابن_بطوطة، المسماة «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وهي جزء من مشروعنا #أدب_الرحلة كما ندعوكم لمتابعة النصوص والحكايات التي سننشرها من الرحلة تباعاً في الأيام القادمة، ينتخبهاويعتني بها الشاعر الإماراتي #محمد_أحمد_السويدي لقراء الصفحة الكرام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ابن بطوطة:
شهدت مرة بهذا المسجد (مسجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في البصرة) صلاة الجمعة، فلما قام الخطيب إلى الخطبة وسردها، لحن فيها لحناً كثيراً جلياً، فعجبت من أمره، وذكرت ذلك للقاضي حجة الدين.
فقال لي: إن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئاً من علم النحو. وهذه عبرة لمن تفكر فيها. سبحان مغير الأشياء ومقلب الأمور. هذه البصرة التي إلى أهلها انتهت رياسة النحو، وفيها أصله وفرعه، ومن أهلها إمامه الذي لا ينكر سبقه، لا يقيم خطيبها خطبة الجمعة على دؤوبه عليها.
ولهذا الجامع سبع صوامع، إحداها الصومعة التي تتحرك بزعمهم، عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه. صعدت إليها من أعلى سطح الجامع، ومعي بعض أهل البصرة، فوجدت في ركن من أركانها مقبض خشب مسمراً فيها، كأنه مقبض مملسة البناء. فجعل الرجل الذي كان معي يده في ذلك المقبض، وقال: بحق رأس أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، تحركي، وهز المقبض، فتحركت الصومعة، فجعلت أنا يدي في المقبض وقلت له، وانا أقول: بحق رأس أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحركي، وهززت المقبض فتحركت الصومعة فعجبوا من ذلك.
وأهل البصرة على مذهب السنة والجماعة، ولا يخاف من يفعل مثل فعلي عندهم، ولو جرى مثل هذا بمشهد الحسين، أو بالحلة، أو قم، أو قاشان، أو ساوة، أو طوس، لهلك فاعله، لأنهم رافضة غالية.